الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

إيران أمام مجموعة من الخيارات النووية فماذا سوف تقرر


الثلاثاء   19:36   26/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - في تطور دبلوماسي حاسم بتاريخ 13 أغسطس 2025، أرسلت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم "الترويكا الأوروبية"، كتاباً رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). هذا الكتاب يعرب عن نيتها الصارمة في تفعيل آلية "سناب باك"، وهي آلية تتيح إعادة فرض ست مجموعات من العقوبات الدولية على إيران التي كانت قد تم تعليقها بموجب القرار الدولي رقم 2231 الصادر في يوليو 2015.

تأتي هذه الخطوة من قبل الدول الأوروبية، التي كانت جزءاً من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة (التي انسحبت منه في عام 2018)، في سياق تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني. الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد على أن الدول الثلاث مستعدة لتفعيل هذه الآلية بحلول نهاية أغسطس الجاري، ما لم تُبدِ طهران استعداداً للتوصل إلى حل دبلوماسي.

على الرغم من النبرة التحذيرية، قدمت الترويكا الأوروبية مهلة إضافية لإيران حتى شهر أكتوبر 2025. هذه المهلة ليست unconditional، بل تتوقف على استجابة طهران لمطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسها اتخاذ خطوات ملموسة لضمان شفافية وسلامة برنامجها النووي. ونص الرسالة واضح: "إذا لم تكن إيران مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية أغسطس، أو لم تغتنم فرصة التمديد، فإن الدول الأوروبية الثلاث ستكون على استعداد لتفعيل آلية سناب باك".

يُعد هذا التمديد بمثابة فرصة أخيرة لإيران لتجنب العودة إلى نظام العقوبات القاسية، والتي من شأنها أن تزيد من عزلتها الاقتصادية والسياسية. المفاوضات الجارية في جنيف، والتي بدأت في 26 أغسطس 2025، بين إيران والترويكا الأوروبية، هي محاولة لتجنب تفعيل هذه الآلية.

آلية "سناب باك" هي مكون حاسم في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، أو الاتفاق النووي الإيراني. تمكن هذه الآلية أي طرف من أطراف الاتفاق من إعادة فرض العقوبات الدولية التي كانت معلقة تلقائياً في حال عدم امتثال إيران لالتزاماتها، دون الحاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن أو إمكانية استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الدائمين (روسيا والصين). هذا يجعلها أداة ضغط فعالة للغاية، حيث تتجاوز أي محاولات لعرقلة إعادة فرض العقوبات.

إذا تم تفعيلها، فإن هذه الآلية ستعيد العمل بست مجموعات من العقوبات الأممية التي تم رفعها في عام 2015. هذه العقوبات تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك حظر تصدير الأسلحة، وتجميد الأصول، وقيود على التجارة والتكنولوجيا النووية. الهدف من "سناب باك" هو ضمان التزام إيران بالتعهدات النووية وتهدئة المخاوف الدولية بشأن برنامجها.

تؤكد طهران، من جانبها، أنها تفاوض "بكل قوتها" لتجنب إعادة فرض العقوبات، معتبرة رفع العقوبات أولوية قصوى. ومع ذلك، رفضت إيران أي شروط مسبقة تتعلق بتخصيب اليورانيوم أو المفاوضات المباشرة مع واشنطن دون ضمانات. هذا الموقف المتشدد من كلا الجانبين يجعل المفاوضات الجارية دقيقة للغاية.


مشاركة عبر: