الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

المجاعة في غزة تتفاقم بوتيرة متسارعة جدا وأوتشا تحذر


الثلاثاء   19:25   26/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا خطيرًا، حيث حذرت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من تسارع وتفاقم المجاعة في القطاع. تأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية، مما يؤدي إلى تداعيات كارثية على السكان المدنيين. وأشارت تشيريفكو إلى أن هذه التطورات لم تكن مفاجئة للمنظمات الإنسانية، التي دأبت على التحذير من هذا السيناريو منذ أشهر، مؤكدة أن الوضع قد يتدهور بشكل أسوأ إذا لم تتغير الظروف الحالية بشكل جذري.

لعب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) دورًا محوريًا في تأكيد حجم الكارثة الإنسانية في غزة. هذا التقرير، الذي يعد أداة عالمية لتقييم الأمن الغذائي، أعلن رسميًا عن وجود مجاعة في محافظة غزة الشمالية. والأخطر من ذلك، توقع التقرير امتداد هذه المجاعة لتشمل محافظتي دير البلح (الوسط) وخان يونس (الجنوب) بحلول نهاية سبتمبر 2025. هذا الانتشار المتوقع يشير إلى أن الأزمة ليست محصورة في منطقة واحدة بل تهدد القطاع بأكمله.

وأكدت تشيريفكو أن نتائج تقرير IPC لم تكن مفاجئة للمجتمع الإنساني، حيث "كنا نحذر من هذه النتائج منذ أشهر، وقد نشهد سيناريو أسوأ إذا لم يتغير الوضع الراهن". هذا التصريح يسلط الضوء على فشل الاستجابة المبكرة والفعالة للأزمة، على الرغم من التحذيرات المتكررة من المنظمات الأممية والإنسانية. الأزمة الحالية، بحسب أوتشا، هي نتيجة مباشرة لعوامل "من صنع الإنسان بالكامل"، مما يعني أنه كان بالإمكان منعها لو اتخذت الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.

لم يقتصر تحذير تقرير IPC على مجرد تأكيد المجاعة الحالية، بل امتد ليؤكد أن المجاعة يمكن أن تنتشر بسهولة إلى مناطق أخرى من القطاع إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بشكل شامل وفعال. هذا التحذير يعني أن نطاق الكارثة قد يتسع ليشمل غالبية سكان غزة، الذين يعاني بالفعل نحو 96% منهم (أي حوالي 2.15 مليون شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي حتى سبتمبر 2025، وفقًا للتحليلات الأخيرة. كما تشير التقارير إلى تسجيل أكثر من 20 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال و16 حالة وفاة مرتبطة بها.

حيث تعتبر أولغا تشيريفكو أن "وفيات كان من الممكن تفاديها قد وقعت بالفعل"، مؤكدة أن "الوضع الحالي من صنع الإنسان بالكامل، وكان يمكن منعه لو جرى التدخل في الوقت المناسب، لكن لم تتخذ الخطوات الكافية". هذا التأكيد على أن الأزمة مفتعلة يضع مسؤولية كبيرة على الأطراف المعنية. النزاع المستمر، والنزوح الجماعي، وانهيار الخدمات الأساسية كلها عوامل تفاقم الأزمة وتزيد من حدة المعاناة.


مشاركة عبر: