بطريركيتا الروم الأرثوذكس واللاتين المقدسيتان تحذّران من تهجير جماعي لسكان غزة

اخبار هنا العالم - أصدرت بطريركيتا الروم الأرثوذكس واللاتين في القدس بيانًا مشتركًا يوم الثلاثاء، 26 أغسطس 2025، عبّرتا فيه عن قلقهما البالغ ورفضهما القاطع للتهجير القسري للمدنيين من قطاع غزة. وقد أدانت البطريركيتان بشدة "الحرب المدمرة والعبثية" التي تشنها إسرائيل على القطاع، ووجهتا نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لإنهاء هذا الصراع والعمل على عودة الأسرى الإسرائيليين.

يشكل البيان المشترك لبطريركيتي الروم الأرثوذكس واللاتين في القدس وثيقة هامة تعكس موقفًا كنسيًا موحدًا تجاه الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة. فقد أكد البيان أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت نيتها السيطرة على مدينة غزة قبل أسابيع، وأن الأيام الأخيرة شهدت استعدادات مكثفة لهجوم وشيك، بما في ذلك أوامر الإخلاء لأحياء متعددة في المدينة. وقد وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي على خطة لاحتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "عربات جدعون الثانية"، وهي خطة قدمها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير.

وشددت البطريركيتان على أن "لا يوجد أي مبرر للتهجير الجماعي المتعمد والقسري للمدنيين"، وأن "استهداف إسرائيلي مدروس للكنائس في غزة يهدف لتهجير المسيحيين". كما أكدتا أن "لا يمكن أن يكون هناك مستقبل قائم على تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم". هذا الموقف يعكس قلقًا عميقًا بشأن تداعيات الأعمال العسكرية على النسيج الاجتماعي والديني في القطاع، ويؤكد على ضرورة حماية الأقليات وحقوق الإنسان الأساسية.

منذ بداية الحرب، أصبحت مجمعات كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس وكنيسة العائلة المقدسة في غزة ملاذًا آمنًا لمئات المدنيين، بما في ذلك ذوي الإعاقة الذين لجأوا إلى هذه الأماكن بعد تدمير منازلهم. وقد أعلن الكهنة والراهبات في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية في مدينة غزة رفضهم إخلاء دور العبادة رغم التحذيرات، مؤكدين عزمهم على البقاء لخدمة المدنيين. هذا القرار يعكس التزامًا إنسانيًا عميقًا ووقوفًا بجانب المتضررين، ويبرز الدور الحيوي للمؤسسات الدينية في أوقات الأزمات.

البيان أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت أن "أبواب الجحيم ستُفتح"، وأن هذا التهديد يتجسد الآن في صور مأساوية من القصف والتدمير. وأبرزت البطريركيتان أن هذا التصعيد يستهدف بشكل مدروس الكنائس والمسيحيين في غزة، مما يهدف إلى تهجيرهم ويهدد بانقراض الوجود المسيحي في القطاع، حيث انخفض عدد المسيحيين إلى أقل من 1000 نسمة قبل الحرب، وقُتل عشرات منهم جراء القصف المستمر.