مقتل جنود سوريين بانفجار لغم وآخرين بنيران مُسيرة إسرائيلية

اخبار هنا العالم - شهدت منطقة الدريج شمال العاصمة السورية دمشق، يوم الثلاثاء الموافق 26 أغسطس 2025، سلسلة من الأحداث الأمنية المأساوية التي أسفرت عن سقوط سبعة جنود من الجيش السوري وإصابة آخرين. هذه الحوادث، التي تأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية والداخلية، تسلط الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع في سوريا والمخاطر المتعددة التي تواجه القوات العسكرية والمدنيين على حد سواء.

بدأت المأساة بانفجار لغم أرضي أثناء محاولة ثلاثة جنود من الفرقة 44 التابعة للجيش السوري تفكيك حقل ألغام في منطقة الدريج. هذا الانفجار المفاجئ أسفر عن مقتل الجنود الثلاثة على الفور وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة. تُعد الألغام الأرضية من أخطر التحديات التي تواجه سوريا بعد سنوات من الصراع، حيث تنتشر هذه المتفجرات في مناطق واسعة، مما يشكل تهديدًا مستمرًا لحياة العسكريين والمدنيين على حد سواء.

يشكل تفكيك الألغام عملية شديدة الخطورة وتتطلب خبرة ومعدات متخصصة، ومع ذلك، فإن الحوادث مثل هذه تؤكد على الحاجة الملحة لجهود أوسع في نزع الألغام لضمان سلامة الأفراد في المناطق المتضررة من النزاع.

لم تنتهِ المأساة عند انفجار اللغم، فبينما كانت الفرق العسكرية السورية تقوم بإسعاف المصابين في موقع الحادث الأول، تعرضت قوة عسكرية مدعومة بدبابة لضربة جوية من طائرة مسيّرة إسرائيلية. هذا الاستهداف الثاني أسفر عن مقتل أربعة جنود إضافيين وإصابة آخرين، مما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى سبعة. يُشير هذا الحادث إلى تكتيك الاستهداف الثانوي الذي يمكن أن تتبعه بعض الجهات، حيث تستغل لحظات الضعف بعد وقوع حادثة أولية لشن هجوم آخر.

تأتي هذه الضربة في سياق التصعيد المستمر بين إسرائيل وسوريا، حيث تشن إسرائيل غارات جوية متكررة على أهداف عسكرية إيرانية وسورية في الأراضي السورية. هذه العمليات تعكس التوتر الإقليمي المتزايد وتعقيدات المشهد الأمني في سوريا، حيث تتداخل الصراعات الداخلية مع التدخلات الخارجية.

هذه الحوادث ليست معزولة، بل تندرج ضمن نمط أوسع من الاضطرابات الأمنية التي تشهدها سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024. الوضع الأمني في البلاد لا يزال هشاً، حيث تواجه الحكومة المؤقتة تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار.