الأردن يدين الانتهاكات الإسرائيلية داخل سوريا

اخبار هنا العالم - تُشكل التطورات الأخيرة في سوريا، لا سيما ما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، محور قلق عميق على الصعيدين الإقليمي والدولي. تأتي هذه الأحداث في سياق جيوسياسي معقد، حيث تتصاعد الدعوات لوقف هذه الانتهاكات التي تُعد خرقًا فاضحًا للقوانين والأعراف الدولية.

أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي السورية. وتضمنت هذه الانتهاكات توغل القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية وقصف منزل مواطن سوري، مما أدى إلى وفاته. كما أعلنت إسرائيل استمرارها في التمركز غير المشروع في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة، وهو ما يُعتبر خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا يهدد استقرار سوريا وسيادتها وأمنها.

تكررت التوغلات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة، حيث سجلت منظمات حقوقية أكثر من 22 عملية توغل بري في محافظات القنيطرة وريف دمشق خلال الأشهر الماضية، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية. وقد أدت هذه العمليات إلى مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية سابقة. ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية بشكل ملحوظ، مستهدفة مواقع استراتيجية عسكرية كانت تنشط فيها مجموعات مرتبطة بإيران وحزب الله.

يعتبر إعلان إسرائيل مواصلة تمركزها في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية. وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد أن الجيش الإسرائيلي سيبقى على قمة جبل الشيخ كـ "درس" من أحداث 7 أكتوبر، لحماية سكان الجولان والجليل. وقد استولت القوات الإسرائيلية على تل باط الوردة في سفح جبل الشيخ، وتفيد التقارير بأن الجيش الإسرائيلي يحتل جبل الشيخ وشريطًا أمنيًا بعرض 15 كيلومترًا في بعض المناطق جنوب سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة.

وشدد السفير سفيان القضاة، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، على أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، واعتداءً على سيادة دولة عربية، ومخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة. وجدد السفير القضاة تأكيده على وقوف المملكة الأردنية الهاشمية إلى جانب سوريا، معبرًا عن التضامن الكامل مع أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، مؤكدًا أن استقرار سوريا يُعد ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.