الأردن وأوزبكستان يصدران بيانا مشتركا في ختام مباحثات الملك والرئيس الأوزبكي

اخبار هنا العالم - أصدرت المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية أوزبكستان بيانًا مشتركًا هامًا يوم الثلاثاء، الموافق 26 أغسطس 2025، في ختام المباحثات الموسعة التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس شوكت ميرضيائيف في مدينة سمرقند. يمثل هذا البيان خارطة طريق طموحة لتعميق العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، إلى جانب التوافق على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تأتي هذه الزيارة الرسمية للملك عبدالله الثاني إلى أوزبكستان، بناءً على دعوة كريمة من الرئيس شوكت ميرضيائيف، لتؤكد على عمق الروابط التاريخية والثقة المتبادلة بين القيادتين والشعبين. المباحثات التي وصفت بالبناءة، عكست رغبة مشتركة في الارتقاء بمستوى التعاون ليشمل أبعادًا أوسع وأكثر تكاملاً.

قام جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارة دولة إلى أوزبكستان خلال الفترة من 25 إلى 26 أغسطس 2025. هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل كانت تأكيدًا على العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. أجرى الزعيمان مباحثات صريحة ومثمرة، سادتها أجواء من الثقة والصداقة، تركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية.

وجدد الزعيمان التزامهما الراسخ بتعزيز أواصر الصداقة التاريخية والارتقاء بمستوى التعاون في مجالات حيوية تشمل السياسة، الاقتصاد، الاستثمار، الثقافة، والجانب الإنساني. هذا التوجه يسعى لتحقيق أقصى قدر من المنافع المشتركة لكلا البلدين والشعبين، ويؤكد على رؤية طويلة الأمد نحو شراكة استراتيجية أعمق وأكثر شمولاً.

لم يقتصر البيان المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية، بل تناول أيضًا القضايا الإقليمية والدولية ذات الأهمية القصوى، مؤكدًا على التنسيق والتعاون في المحافل الدولية.

الوضع في غزة: دعوة لوقف المعاناة
دعا الزعيمان إلى الوقف الفوري للحرب على غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني. شددا على ضرورة الفتح الفوري لجميع المعابر لإيصال المساعدات وتوزيعها من قبل وكالات الأمم المتحدة. كما أكدا الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقديم المساعدة الإنسانية والحماية، ودعيا إلى زيادة الدعم السياسي والمالي لها. أشاد الرئيس ميرضيائيف بالجهود الإنسانية الأردنية المستمرة في غزة، بينما أشاد الملك بموقف أوزبكستان الداعم والمساعدات الإنسانية التي تقدمها، بما في ذلك العلاج الطبي للمصابين الفلسطينيين في أوزبكستان.

حل الدولتين والمقدسات في القدس
أكد الزعيمان أن السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يكمن في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، ووفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، التي أيدتها منظمة التعاون الإسلامي. كما حثا على اتخاذ إجراءات دولية فورية ضد الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تقوض حل الدولتين، بما في ذلك أنشطة الاستيطان، وشددا على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، مع تأكيد الرئيس ميرضيائيف على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية.

تعزيز التسامح والاستقرار الإقليمي
أشاد الرئيس ميرضيائيف بدور الأردن الريادي على الصعيد العالمي في تعزيز قيم التسامح والاعتدال والحوار بين الأديان، من خلال مبادرات مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام بين الأديان، وجهود مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي. من جانبه، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني الدور الرئيسي للرئيس ميرضيائيف في توفير مناخ سياسي جديد في آسيا الوسطى، يتسم بالثقة المتبادلة والتضامن والاحترام وحسن الجوار والشراكة الاستراتيجية.

دعم أفغانستان والتعاون متعدد الأطراف

وأكد الزعيمان أهمية الجهود الهادفة إلى تسهيل تحول أفغانستان إلى بلد يسوده السلام والازدهار والاستقرار. كما جددا التزامهما بمواصلة التنسيق والدعم المتبادل في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المحافل متعددة الأطراف من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة.