توماس فريدمان: حرب نتنياهو في غزة تقود إسرائيل نحو الانتحار

اخبار هنا العالم - في مقالاته الأخيرة، قدم الكاتب الصحفي الأمريكي البارز توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز، رؤية قاتمة ومقلقة لمستقبل إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذه الرؤية تأتي في سياق تصاعد النقد الدولي للحرب في غزة، وتتزامن مع تطورات قضائية مهمة، أبرزها صدور مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق.

يطرح فريدمان فكرة محورية مفادها أن الحرب الدائرة في غزة قد تجاوزت أهدافها الدفاعية المعلنة. فبدلاً من أن تكون حرباً ضرورية لحماية إسرائيل من حركة حماس، يرى فريدمان أنها تحولت إلى أداة سياسية يستخدمها نتنياهو للبقاء في السلطة. هذا التحول يأتي على حساب أرواح المدنيين الفلسطينيين، ويدمر صورة إسرائيل على الساحة الدولية، بل ويهدد تماسك المجتمع اليهودي نفسه.

ينتقد فريدمان بشدة ما يصفه نتنياهو بـ"الأخطاء المأساوية"، مستدلاً بأحداث مثل قصف مستشفى ناصر في جنوب غزة، الذي أدى إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل، منهم 5 صحفيين وأطباء. يعتبر فريدمان أن هذه الحوادث ليست عرضية أو غير مقصودة، بل هي نتيجة حتمية لسياسات متعمدة تهدف إلى تحقيق أهداف شخصية وسياسية لنتنياهو.

أحد أبرز الجوانب التي يسلط عليها فريدمان الضوء هي التداعيات الدولية لسياسات نتنياهو. فقد أدت هذه السياسات، بحسب فريدمان، إلى عزل إسرائيل عالمياً بشكل متزايد، وتهدد بتحويلها إلى "دولة منبوذة". يتجلى هذا بوضوح في ردود الفعل العالمية على الحرب، وفي قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت في 21 نوفمبر 2024.

تستند هذه المذكرات إلى تهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، بما في ذلك استخدام التجويع كأسلوب حرب. وقد أكدت المحكمة اختصاصها القضائي على غزة والضفة الغربية. هذه التطورات تضع إسرائيل في موقف حرج على الساحة الدولية، وتُلزم الدول الأعضاء في المحكمة (مثل فرنسا والمملكة المتحدة) باعتقال نتنياهو وغالانت في حال دخولهما أراضيها.