قلق في إيطاليا من إمكانية سحب استضافة يورو 2032

اخبار هنا العالم - تُعرب الأوساط الكروية في إيطاليا عن قلقها البالغ إزاء مستقبل استضافة البلاد لبطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم 2032، في ظل التحذيرات المتزايدة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بشأن حالة الملاعب المتدهورة. فبعد أن حظيت إيطاليا بشرف الاستضافة المشتركة للبطولة مع تركيا، تجد نفسها اليوم في سباق مع الزمن لتأهيل بنيتها التحتية الرياضية، التي وُصفت بأنها من بين الأسوأ في أوروبا.

لم تكن تصريحات ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مجرد انتقادات عابرة، بل كانت بمثابة "ناقوس خطر" يدق في أروقة كرة القدم الإيطالية. ففي مايو 2025، وصف تشيفرين الوضع الراهن للملاعب في إيطاليا بـ"المخزي" و"العار الحقيقي"، مشيرًا إلى أن إيطاليا تحتل مكانة متدنية بين الدول الأوروبية الكبرى من حيث جودة بنيتها التحتية الرياضية.

تُظهر هذه التصريحات حجم الضغط الذي يمارسه اليويفا على إيطاليا للوفاء بالتزاماتها كدولة مضيفة. وقد أكد إيزيو سيمونيلي، رئيس رابطة الدوري الإيطالي، أن كلمات تشيفرين تعكس أزمة حقيقية تتطلب تحركًا فوريًا وجادًا. فمع اقتراب موعد البطولة بعد سبع سنوات فقط، يبدو أن إيطاليا لا تمتلك عشرة ملاعب جاهزة أو حتى خططًا واضحة لاستضافة 51 مباراة تضم 24 منتخبًا، وهو ما يضعها في موقف حرج مقارنة بشريكتها تركيا.

تبرز المقارنة بين الوضع في إيطاليا وتركيا حجم التحدي الذي تواجهه الأولى. ففي الوقت الذي تمتعت فيه تركيا بمشاريع وطنية مكثفة على مدار العقدين الماضيين أدت إلى امتلاكها ملاعب حديثة وبنية تحتية جاهزة لاستضافة البطولات الكبرى، تبدو إيطاليا متخلفة في هذا الجانب. هذه الفجوة تزيد من قلق المسؤولين الإيطاليين من إمكانية سحب حق التنظيم إذا لم تتخذ إجراءات فورية لتحسين الوضع.

تتطلب استضافة بطولة بحجم يورو 2032 بنية تحتية متكاملة لا تقتصر فقط على الملاعب، بل تشمل أيضًا الفنادق، ووسائل النقل، والمرافق اللوجستية. ورغم أن إيطاليا لديها تاريخ عريق في كرة القدم وملاعب ذات قيمة تاريخية، إلا أن العديد منها بحاجة إلى تحديثات جذرية لكي تتوافق مع المعايير الحديثة لليويفا.

من الأمثلة الواضحة على التحديات التي تواجه إيطاليا هو خروج ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" في نابولي من الملف المبدئي لاستضافة البطولة، بسبب عدم توافقه مع المتطلبات. كما يواجه ملعب "سان سيرو" الشهير في ميلانو خطر الاستبعاد إذا لم يتم تجديده بحلول عام 2031، وهو ما يتطلب بدء أعمال التجديد في عام 2025. حتى الآن، يُعتبر ملعب يوفنتوس في تورينو هو الوحيد الذي يلبي معايير اليويفا بشكل كامل.