التعليم الدامج: الأردن يرسم مستقبلًا واعدًا لأصحاب الهمم في المدارس

اخبار هنا العالم - تؤكد وزارة التربية والتعليم في الأردن التزامها الراسخ بتوفير بيئة تعليمية شاملة ومُنصفة لجميع الأطفال، مع التركيز بشكل خاص على دمج الأطفال ذوي الإعاقة في العملية التعليمية والتربوية. هذا الالتزام ليس مجرد شعار، بل هو برنامج عمل متكامل يهدف إلى ضمان حصول هؤلاء الطلبة على فرص متساوية مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية والقوانين المحلية التي تدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تعتبر الجهود المبذولة جزءًا لا يتجزأ من خطة استراتيجية عشرية (2020-2030) تهدف إلى زيادة نسبة دمج الأطفال ذوي الإعاقة في النظام التعليمي الرسمي إلى 10% بحلول عام 2030، بالتعاون الوثيق مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. هذه الشراكة الاستراتيجية تضمن تنفيذ خطط طموحة لتهيئة 250 مدرسة حكومية لتكون دامجة، من خلال تدريب الكوادر التعليمية وتوفير التجهيزات اللازمة لخلق بيئة مدرسية آمنة ومُيسرة تتيح حرية التنقل للطلبة ذوي الإعاقة.

توسيع البنية التحتية التعليمية وتخصص المدارس
تدرك الوزارة أهمية البنية التحتية التعليمية المتخصصة في تحقيق الدمج الفعال. ولذلك، فقد تم اتخاذ خطوات ملموسة لتوسيع وتطوير هذه البنية:

استحداث صفوف متخصصة
تم استحداث 55 صفًا دراسيًا جديدًا مخصصًا للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة والشديدة في المدارس الحكومية. هذه الصفوف مصممة لتلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تسمح لهم بالتطور الأكاديمي والاجتماعي.

مدارس متخصصة للصم والمكفوفين
إضافة إلى الصفوف المتخصصة، قامت الوزارة بإنشاء 13 مدرسة مخصصة للطلبة الصم ومدرسة واحدة للمكفوفين. هذه المدارس المتخصصة توفر برامج تعليمية ومناهج دراسية مكيفة، بالإضافة إلى كوادر تعليمية مدربة على التعامل مع هذه الإعاقات، مما يضمن حصول الطلاب على تعليم نوعي يلبي احتياجاتهم الفريدة.

لتسهيل عملية الدمج، عملت الوزارة على تبسيط إجراءات تسجيل وقبول الطلبة ذوي الإعاقة في الصف الأول الأساسي للعام الدراسي 2025/2026، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة. يتم ذلك وفق أسس قبول موحدة للطلبة الأردنيين وغير الأردنيين، مع مراعاة انتقالاتهم بين المؤسسات التعليمية. كما تم إطلاق منصة دعم التعليم الإلكترونية لتقديم الطلبات، مما يتيح الوصول السريع إلى الدعم المالي والتربوي بناءً على ضوابط صرف محددة تشمل الجنسية والحاجة.