جدة: اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة لبحث العدوان على غزة

اخبار هنا العالم - شهدت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية انطلاق اجتماع وزاري طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، وذلك يوم الاثنين الموافق 25 أغسطس 2025. يكتسب هذا الاجتماع أهمية قصوى في ظل التصعيد الخطير للأوضاع في قطاع غزة، حيث يركز على مناقشة "حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة" ضد الشعب الفلسطيني، والقرارات الإسرائيلية المتعلقة بتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع.

يعتبر هذا الاجتماع منصة حيوية لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود المشتركة بين الدول الإسلامية، بهدف مواجهة القرارات والخطط الإسرائيلية التي تسعى إلى ترسيخ الاحتلال والسيطرة الكاملة على قطاع غزة. تهدف المناقشات إلى وضع استراتيجيات فعالة للتصدي للجرائم الإنسانية المتعددة، بما في ذلك الإبادة الجماعية، التجويع، التهجير، والحصار، بالإضافة إلى معالجة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.

لقد أدى الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى عواقب وخيمة على سكانه. فمنذ عام 2006، شهد القطاع تدهوراً كبيراً في البنية التحتية، ونقصاً حاداً في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء والكهرباء والمياه. هذا الحصار، الذي استمر لأكثر من 17 عاماً، حول غزة إلى سجن كبير، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفاً معيشية صعبة للغاية، ويعانون من الفقر والبطالة، وتقييد حركتهم بشكل كبير. هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة للتدخل الدولي والإقليمي لوقف هذه الانتهاكات وتخفيف المعاناة الإنسانية.

تأتي هذه التطورات في سياق تاريخي معقد، حيث يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، وقد تم تشديد هذا الحصار بعد سيطرة الحركة على القطاع عسكرياً. كما أن قطاع غزة يخضع للاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ 6 يونيو 1967، عندما استولت القوات الإسرائيلية على المنطقة التي كانت تحت الإدارة المصرية آنذاك خلال حرب 1967. هذا التاريخ الطويل من الصراع والحصار قد فاقم من الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع.

تتزامن أعمال الاجتماع مع تدهور مستمر في الأوضاع الميدانية داخل قطاع غزة. فالجيش الإسرائيلي يواصل قصف الأحياء السكنية ونقاط توزيع المساعدات، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، بمن فيهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني. التقارير تشير إلى استهداف مجمعات طبية مثل مجمع خان يونس، وتدمير أحياء بأكملها مثل الشجاعية والزيتون والصبرة، بالإضافة إلى مخيم النصيرات. هذه الهجمات أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، بعضهم للمرة الثانية، مما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية.