هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي

---

هنا العالم العالم - لطالما كان النمو الاقتصادي العالمي عملية بطيئة ومضنية على مر آلاف السنين. فقبل حلول عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي 0.1% سنويًا، مما يعني أن الاقتصاد كان يستغرق قرابة ألف عام ليتضاعف حجمه. هذه الوتيرة البطيئة كانت سمة مميزة لعصور طويلة اعتمدت فيها الاقتصادات بشكل كبير على الزيادة السكانية كقوة دافعة للإنتاج. لكن مع بزوغ فجر الثورة الصناعية، تغيرت هذه المعادلة بشكل جذري، وشهد العالم قفزات غير مسبوقة في معدلات النمو، حيث بلغ متوسطها 2.8% خلال القرن العشرين، معززة بالابتكار التكنولوجي والتحولات الهيكلية في الإنتاج.

اليوم، يقف العالم على أعتاب حقبة جديدة، محفوفة بوعود مثيرة، وربما بمخاطر غير مسبوقة. الحديث يدور عن "انفجار اقتصادي" يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بتطورات الذكاء الاصطناعي العام (AGI). تشير تقارير موسعة، مثل تلك الصادرة عن مجلة الإيكونوميست، إلى أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يشهد قفزات هائلة تتراوح بين 20% و30%، وهي نسب لم يشهدها التاريخ البشري من قبل.

قد تبدو هذه التوقعات جريئة أو حتى "جنونية" للبعض. ومع ذلك، يجادل المؤيدون لهذا التوجه بأن هذه النسب ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" ذاتها، والتي كانت مرفوضة أو غير مفهومة في معظم تاريخ البشرية. فلطالما كانت النظريات الاقتصادية الكلاسيكية تعتمد على زيادة عدد السكان كمحرك أساسي للإنتاج، لكنها لم تنجح في تحقيق تحسين جوهري في مستوى المعيشة.

الثورة الصناعية غيرت هذا النمط بشكل حاسم، حيث أثبتت أن "الأفكار" والابتكارات، وليست مجرد الأيدي العاملة، هي القوة الحقيقية وراء توليد الثروة. هذا التحول دحض توقعات الاقتصادي مالتوس، الذي كان يعتقد أن النمو السكاني سيفوق دائمًا النمو في الموارد، مما يؤدي إلى الفقر والمجاعة. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي العام، ننتقل إلى مرحلة جديدة حيث يمكن للآلات نفسها أن تصبح مولدًا مباشرًا للإنتاجية والنمو، مما يفتح آفاقًا غير مسبوقة.

---

مشاركة عبر:

---