الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الأدوية السويسرية بين مطرقة الرسوم الجمركية الأمريكية وسندان خفض الأسعار


الأحد   15:13   24/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية كأداة ضغط قوية على قطاع الأدوية، وسط تداول معلومات حول إمكانية إعفاء بعض الشركات، خاصة السويسرية منها. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن التحدي الأكبر يكمن في سياسات تسعير الأدوية التي تسعى الإدارة الأمريكية لفرضها.

تصاعد التوترات والرسوم الجمركية
شهدت الأسابيع الماضية تداول شائعات حول معاملة تفضيلية محتملة للصادرات الدوائية السويسرية إلى الولايات المتحدة. وفي المقابل، فرضت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية بنسبة 39% على الصادرات السويسرية، وبدأ تطبيق هذه الرسوم مؤخرًا. تشير بعض التقارير إلى أن واشنطن تدرس إمكانية إعفاء قطاع الأدوية السويسري من هذه الرسوم، إلا أن القرار لم يُحسم بعد.

لم يذكر ترامب أي إعفاء لسويسرا عند إعلانه عن الرسوم الجمركية على واردات الأدوية قبل أسبوعين. وقد أكد حينها أن الجمارك الأمريكية ستبدأ بفرض رسوم تصاعدية اعتبارًا من أغسطس، قد تصل إلى 200% خلال عام إلى عام ونصف.

التحقيق في الأمن القومي وتأثيره على قطاع الأدوية
جاء هذا القرار بعد تحقيق أجرته الإدارة الأمريكية في منتصف أبريل لتحديد ما إذا كانت واردات الأدوية تشكل تهديدًا للأمن القومي. من الجدير بالذكر أن الأدوية كانت معفاة من الرسوم الجمركية منذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية لعام 1995، مما يبرز حجم التغيير في السياسة التجارية الأمريكية.

في خطوة تصعيدية، أرسل ترامب رسائل إلى 17 شركة أدوية كبرى، من بينها نوفارتيس وجينينتك (الشركة التابعة لروش في الولايات المتحدة)، طالبًا منها خفض أسعار الأدوية المباعة في الولايات المتحدة، مهددًا بفرض عقوبات في حال عدم الامتثال. وقد ردت الشركات بأنها ستدرس طلب الرئيس الأمريكي.

تُظهر هذه الإجراءات أن الرسوم الجمركية هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير ديناميكيات تسعير الأدوية في السوق الأمريكية، وهو ما يعتبره الخبراء تحديًا أكبر بكثير من مجرد الرسوم الجمركية.

تعهدات شركات الأدوية السويسرية والدولية بالقيام باستثمارات ضخمة في السوق الأمريكية منذ بداية العام تعكس محاولة تهدئة إدارة ترامب. هذه التحركات ليست مفاجئة بالنظر إلى الدور الاقتصادي المحوري لقطاع الأدوية في سويسرا.

محرك النمو الاقتصادي
تساهم صناعة الأدوية في سويسرا بنحو 40% من إجمالي الصادرات، مما يجعلها القطاع التصديري الأكبر في البلاد. هذا القطاع الحيوي لا يوفر فقط فرص عمل عالية القيمة ولكنه أيضًا يعزز مكانة سويسرا كمركز عالمي للابتكار الدوائي. تتجه أكثر من نصف هذه الصادرات (60%) إلى الولايات المتحدة، مما يجعل السوق الأمريكية شريكًا تجاريًا لا غنى عنه.

مرونة الشركات الكبرى
وفقًا لخبراء تحدثت إليهم سويس إنفو (Swissinfo.ch)، فإن إدراج قطاع الأدوية السويسري في أي صفقة نهائية أو استثنائه منها لن يغير الكثير بشكل جوهري. وذلك لأن الشركات الكبرى في هذا القطاع، مثل نوفارتيس وروش، تتمتع بهوامش أرباح كبيرة تمكنها من استيعاب التبعات المالية للرسوم الجمركية. يرى الخبراء أن الرسوم الجمركية أقل ضررًا من خفض الأسعار، وهو الهدف الآخر الذي يسعى إليه ترامب ويستخدمه كورقة تفاوضية فعالة.

هذا يوضح أن الإدارة الأمريكية تدرك الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع لسويسرا، وتستخدم هذه المعرفة لزيادة الضغط من أجل تحقيق أهدافها المتعلقة بأسعار الأدوية.


مشاركة عبر: