الجلسات الكهربائية: عودة التحفيز العصبي إلى الطب النفسي

اخبار هنا العالم - في عالم الطب النفسي، حيث يُعد الابتكار ضرورة ملحة، تبرز تحديات كبيرة في تطوير علاجات جديدة للاضطرابات النفسية. على الرغم من التقدم المحرز في فهم الدماغ البشري، إلا أن غياب الابتكارات الدوائية الثورية قد دفع بالمجال للعودة إلى بعض الأساليب القديمة والمُحدّثة، مثل العلاجات القائمة على التحفيز الكهربائي. هذه التقنيات، التي كانت في السابق تعتبر حلولاً أخيرة، أصبحت الآن تُنظر إليها كبصيص أمل جديد، خاصة للحالات المعقدة والمقاومة للعلاج التقليدي.

قصة إيزابيل، البالغة من العمر 49 عامًا من كانتون نوشاتيل، تُعد مثالاً حيًا على هذه الحاجة المتزايدة. قبل عامين، كانت إيزابيل في حالة صحية حرجة، غير قادرة على الأكل، النوم، أو حتى العناية بنفسها. في عام 2018، تم تشخيصها بالاكتئاب السوداوي، وهو شكل حاد من الاكتئاب، وخضعت لروتين علاجي مكثف شمل 15 دواءً يوميًا وإقامات متكررة في المستشفيات النفسية. لقد نجت من محاولتين انتحاريتين، مما يسلط الضوء على شدة معاناتها.

ولكن اليوم، تظهر إيزابيل وكأنها شخص مختلف تمامًا؛ تعتني بنفسها ومظهرها وتتحدث بدفء وثقة. على الرغم من رغبتها في العودة إلى العمل، تفضل حاليًا التركيز على أطفالها وشريك حياتها، الذي كان سندًا لها خلال رحلتها العلاجية الطويلة. تعبر إيزابيل عن امتنانها قائلة: "لم أتخيل يومًا أنني سأستعيد توازني أو طبيعتي السابقة. ولكن بفضل العلاج، تمكنت من العودة إلى العناية بنفسي، والتواصل مع الآخرين من جديد." وتضيف أن ما "أنقذها" هو التحفيز العصبي، وهو مصطلح يشمل علاجات مثل العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT) والتحفيز المغناطيسي للدماغ (TMS).

يُعد العلاج بالصدمة الكهربائية إجراءً فعالًا للغاية في علاج الاكتئاب الشديد، خاصة الحالات التي لم تستجب للعلاجات الأخرى. يتم الإجراء تحت التخدير العام، حيث تمر تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ لتحفيز نوبة صرع قصيرة ومتحكم بها. يُعتقد أن هذه النوبة تحدث تغييرات كيميائية في الدماغ، مما يساعد في تحسين الأعراض بسرعة. وقد حصل العلاج بالصدمة الكهربائية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2005 لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج، وتشير الدراسات إلى فعاليته في تخفيف الأعراض بنسبة تصل إلى 80%.