البنتاغون يفرض قيوداً على استخدام أوكرانيا الصواريخ الأميركية ضد روسيا

اخبار هنا العالم - تشهد الأزمة الأوكرانية-الروسية تطورات معقدة تتداخل فيها الأبعاد العسكرية والدبلوماسية والسياسية. ففي الوقت الذي تكافح فيه أوكرانيا للدفاع عن أراضيها ضد الغزو الروسي المستمر، تبرز قيود مفروضة من البنتاغون على استخدام الأسلحة الأمريكية المقدمة، في حين تتعثر جهود الوساطة الدولية، وتتصاعد التهديدات الاقتصادية من شخصيات سياسية مؤثرة.

وكشفت تقارير إعلامية موثوقة، أبرزها صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تفرض قيودًا سرية على استخدام أوكرانيا لأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، مثل نظام ATACMS. تمنع هذه القيود كييف من توجيه ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، مما يقلص من قدرتها على الاستفادة الكاملة من هذه الأسلحة التكتيكية في ردها على الغزو.

وتأتي هذه القيود رغم سماح إدارة بايدن في أواخر عام 2024 لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، كرد فعل على تدخل قوات كوريا الشمالية في الصراع. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن البنتاغون يفرض عملية موافقة خاصة على كل إطلاق لصاروخ ATACMS، مما يحول دون استخدامه بحرية. يرى البعض أن هذه السياسة تنبع من مخاوف واشنطن من تصعيد النزاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، في حين يرى آخرون أنها تقوض فعالية الدعم العسكري لأوكرانيا وتضعف موقفها التفاوضي.

تأثير القيود على القدرات الهجومية الأوكرانية
إن تقييد استخدام صواريخ ATACMS يحرم أوكرانيا من ميزة تكتيكية حيوية، وهي القدرة على استهداف خطوط الإمداد الروسية، القواعد العسكرية، ومراكز القيادة والتحكم الواقعة في عمق الأراضي الروسية. هذا التقييد يجبر القوات الأوكرانية على التركيز على الأهداف القريبة من خطوط التماس، مما يحد من الضغط الذي يمكنها ممارسته على القوات الروسية ويطيل أمد الصراع.

وتتزامن هذه التطورات العسكرية مع حالة من الجمود الدبلوماسي، حيث فشلت محاولات التوسط في تحقيق أي تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام. أبرز هذه المحاولات كانت القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واجتماعاته اللاحقة مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومع ذلك، لم تسفر هذه اللقاءات عن أي اختراق يذكر.